ماذا لو رجع الميت مرة اخرى للدنيا ؟!
صفحة 1 من اصل 1
ماذا لو رجع الميت مرة اخرى للدنيا ؟!
فى اعتقادى الخاص أن من أجاب على هذا السؤال إجابة صادقة وتميل للواقع بدرجة كبيرة ، هو العلامة (( محمد رجب البيومى )) ( * ) ففى ديوانه الشعرى ( صدى الأيام ) الصادر فى 1963م أجاب البيومى عن هذا السؤال الغرائبى : ماذا لو رجع الميت إلى الدنيا ؟؟ وما هى الحال التى سيرى عليها أهله وأحبابه ؟؟؟
فى قصيدة : (( لو يرجع الموتى )) صورالبيومى حال الميت وهول المفاجأة التى سيُلاقيها عند عودته مرة أخرى ؛ فيُصور صخب الموقف قائلاً :
إذا مات إنسان بكاه حميمه ................................. وود بجدع الأنف لو عاد ثانيا
وقامت عليه من ذويه مناحة ................................. يرن بها صوت النوادب عاليا
تمر فيُشجيك النواح مجلجلا................................. وتبصر أخلاف الدموع هواميا
فتحسب أن الأرض وهى منيعة ................................. أصيبت بزلزال يدك الرواسيا
وبعد هذا التصوير المبدع يُفاجأ البيومى القارئ بغرض عودة الميت ليرى أهوالا :
ولو رجع الثاوى كسابق عهده ................................. لشاهد أهوالا تشيب النواصيا
لأبصر والأيام ذات عجائب ................................. حليلته تنسى العهود المواضيا
وترضى بديلا عنه يحتل قلبها ................................. ويقطف من بستانها الغض لاهيا
تهيم به جهد الصبابة والهوى................................. وتضفى عليه الحب فينان زاهيا
وتجفو قريناً كان زهرة عيشها ................................. فشاء الردى أن يُصبح الزهر ذاويا
كأن لم يكن يوماً فتى صبواتها ................................. تنيط به أحلامها والأمانيا
إذا ما أتاها يستميل فؤادها ................................. تفر وتستعدى عليه العواديا
ومن خلال الأبيات السابقة نرى البيومى يعالج موضوعاً فى منتهى الخطورة ألا وهو (( الغدر )) أى غدر الزوجة تلك التى تصطنع حُباً زائفاً ، وأنها خُلقت لأجل زوجها ، وتعاهده على الوفاء والإخلاص ، بل وتدعى أنه الحب الأول والأخير ولا حب بعده مهما كانت الأسباب ، وأنه غاية أمانيها ، وقمة أشواق ترتجيها، وحين يرجع الزوج (( الميت )) فيرى الخيانة والغدر من زوجة مخادعة تزوجت بآخر وراحت تنزله مكاناً فى قلبها متناسية بذلك أى عهد كانت قد أخذته على نفسها ؛ رغم أنها كانت تقول لزوجها الميت أنه حلمها الأول والأخير ، وأنه غاية أمانيها ، ولكن بمجرد موته كأن شيئاً لم يكن بل إنه حين عاد وراح يذكرها بالماضى ؛ ليستميل قلبها ، فرت منه وراحت تألب عليه الناس ..
وبعد هذا المشهد المفزع يواصل البيومى تصويره للميت الحى وذهابه إلى ابنه وشقيقه :
فيكظم غيظاً ثم يمضى لنجله ................................. وقد ظنه جم المروءة وافيا
يُسائله عن ماله قبل إرثه ................................. فيبهت إذ يأتى له الرد قاسيا
ويطلب منه ما يقيم حياته ................................. فيأبى وما يزداد إلا تماديا
ويلحف فى تسآله فتنوشه ................................. قوارص ينغرن الفؤاد دواميا
قذائف من هجو أثيم لو انتحت ................................. ذرى جبل لا نهال كالرمل هاويا
ويكظم غيظا ثم يأتى شقيقه ................................. وكان أخا قبل المنية حانيا
فيحظى بتكريم لأول مرة ................................. فإن عاد لم يلق التلطف باديا
ويسأله قرض اليسير فلا يرى ................................. سوى الصمت بدءا والتأفف تاليا
فيغضى على سخط ويسأل مرغما................................. ليسمع عذرا هلهل النسج واهيا
وتكشفُ عيناه لعينيه نظرة ................................. تقول مضى عهد يصون التآخيا
فيرحلُ مقهوراً إلى غير رجعة ................................. وفى قلبه جمر توقد واريا
فى الأبيات السابقة يصور البيومى نذالة الابن والشقيق ؛ الابن الذى يرفض أن يعطى أبيه شيئاً يقيم صلبه ، وياليته اكتفى بذلك ، بل إنه يهجو أبيه ويسبه ، حتى الشقيق الذى كان يفيض حباً وحناناً ورأفةً ورحمة ،ومشاعر فياضة يحوط بها شقيقه ، بمجرد موته يتنكر له ، ويُبدى سخطه وغضبه من طلب أخيه ، ليُعلن بذلك عن الغدر فى أبشع وأقبح صورة ، ولم يبق أمام هذا الميت (( الحى )) إلا أن يذهب لأمه عله يجد عندها ما يشفى غليله ، فماذا بعد أن غدرت به الزوجة وتزوجت من آخر ، وغدر به ابنه وشقيقه ؟!
يُصور البيومى المشهد الختامى لهذه التراجيديا المتمثلة فى تنكر الجميع لميت عاد من الأموات ليرى الكذب والزيف فى أشكال عديدة وصوراً متنوعة :
ويكظم غيظاً ثم يسعى يسعى لأمه ................................. وليس حنان الأم فى الناس خافيا
وقد أصبحت شمطاء وتنتظر الردى................................. فما ترتجى فى العيش صفوا مواتيا
له أخوة منها تسلت بقربهم ................................. عن الراحل الثاوى وإن كان غاليا
تعيش على ماجاءها من فتاتهم................................. وإن كان غثا ليس يُشبع طاويا
يناشدها بر الرءوم ولم تكن ................................. لتملك ما يروى النفوس الصواديا
فيشرد فى الدنيا طريداً ولا يرى................................. له موطناً يلقى لديه المواسيا
ويلمس فى الموت الشفاء لحزنه ................................. وما ظن يوما أن فى الموت شافيا
هل الموت مهما قيل فيه سوى سنا ................................. يلوح لجواب طوى الليل ساريا
ولو لم يكن لاستذأب الناس شرة................................. فلست ترى غير الوحوش ضواريا
ألا هل أتى الباكين أن دموعهم................................. تضيع هباء حين يبكون ثاويا
وهكذا أراد البيومى أن ينهى تلك التراجيديا بشئ من الحكمة تمثل فى قوله :
ألا هل أتى الباكين أن دموعهم ................................. تضيع هباء حين يبكون ثاويا
فلو كانت تلك الدموع حقيقة لما تنكروا لصاحب تلك المأساة ، ولما تزوجت زوجه بآخر ، ولما طرده ابنه ولما تنكر له شقيقه ، فياليتنا نصدق مع أنفسنا ومع الآخرين .
فى قصيدة : (( لو يرجع الموتى )) صورالبيومى حال الميت وهول المفاجأة التى سيُلاقيها عند عودته مرة أخرى ؛ فيُصور صخب الموقف قائلاً :
إذا مات إنسان بكاه حميمه ................................. وود بجدع الأنف لو عاد ثانيا
وقامت عليه من ذويه مناحة ................................. يرن بها صوت النوادب عاليا
تمر فيُشجيك النواح مجلجلا................................. وتبصر أخلاف الدموع هواميا
فتحسب أن الأرض وهى منيعة ................................. أصيبت بزلزال يدك الرواسيا
وبعد هذا التصوير المبدع يُفاجأ البيومى القارئ بغرض عودة الميت ليرى أهوالا :
ولو رجع الثاوى كسابق عهده ................................. لشاهد أهوالا تشيب النواصيا
لأبصر والأيام ذات عجائب ................................. حليلته تنسى العهود المواضيا
وترضى بديلا عنه يحتل قلبها ................................. ويقطف من بستانها الغض لاهيا
تهيم به جهد الصبابة والهوى................................. وتضفى عليه الحب فينان زاهيا
وتجفو قريناً كان زهرة عيشها ................................. فشاء الردى أن يُصبح الزهر ذاويا
كأن لم يكن يوماً فتى صبواتها ................................. تنيط به أحلامها والأمانيا
إذا ما أتاها يستميل فؤادها ................................. تفر وتستعدى عليه العواديا
ومن خلال الأبيات السابقة نرى البيومى يعالج موضوعاً فى منتهى الخطورة ألا وهو (( الغدر )) أى غدر الزوجة تلك التى تصطنع حُباً زائفاً ، وأنها خُلقت لأجل زوجها ، وتعاهده على الوفاء والإخلاص ، بل وتدعى أنه الحب الأول والأخير ولا حب بعده مهما كانت الأسباب ، وأنه غاية أمانيها ، وقمة أشواق ترتجيها، وحين يرجع الزوج (( الميت )) فيرى الخيانة والغدر من زوجة مخادعة تزوجت بآخر وراحت تنزله مكاناً فى قلبها متناسية بذلك أى عهد كانت قد أخذته على نفسها ؛ رغم أنها كانت تقول لزوجها الميت أنه حلمها الأول والأخير ، وأنه غاية أمانيها ، ولكن بمجرد موته كأن شيئاً لم يكن بل إنه حين عاد وراح يذكرها بالماضى ؛ ليستميل قلبها ، فرت منه وراحت تألب عليه الناس ..
وبعد هذا المشهد المفزع يواصل البيومى تصويره للميت الحى وذهابه إلى ابنه وشقيقه :
فيكظم غيظاً ثم يمضى لنجله ................................. وقد ظنه جم المروءة وافيا
يُسائله عن ماله قبل إرثه ................................. فيبهت إذ يأتى له الرد قاسيا
ويطلب منه ما يقيم حياته ................................. فيأبى وما يزداد إلا تماديا
ويلحف فى تسآله فتنوشه ................................. قوارص ينغرن الفؤاد دواميا
قذائف من هجو أثيم لو انتحت ................................. ذرى جبل لا نهال كالرمل هاويا
ويكظم غيظا ثم يأتى شقيقه ................................. وكان أخا قبل المنية حانيا
فيحظى بتكريم لأول مرة ................................. فإن عاد لم يلق التلطف باديا
ويسأله قرض اليسير فلا يرى ................................. سوى الصمت بدءا والتأفف تاليا
فيغضى على سخط ويسأل مرغما................................. ليسمع عذرا هلهل النسج واهيا
وتكشفُ عيناه لعينيه نظرة ................................. تقول مضى عهد يصون التآخيا
فيرحلُ مقهوراً إلى غير رجعة ................................. وفى قلبه جمر توقد واريا
فى الأبيات السابقة يصور البيومى نذالة الابن والشقيق ؛ الابن الذى يرفض أن يعطى أبيه شيئاً يقيم صلبه ، وياليته اكتفى بذلك ، بل إنه يهجو أبيه ويسبه ، حتى الشقيق الذى كان يفيض حباً وحناناً ورأفةً ورحمة ،ومشاعر فياضة يحوط بها شقيقه ، بمجرد موته يتنكر له ، ويُبدى سخطه وغضبه من طلب أخيه ، ليُعلن بذلك عن الغدر فى أبشع وأقبح صورة ، ولم يبق أمام هذا الميت (( الحى )) إلا أن يذهب لأمه عله يجد عندها ما يشفى غليله ، فماذا بعد أن غدرت به الزوجة وتزوجت من آخر ، وغدر به ابنه وشقيقه ؟!
يُصور البيومى المشهد الختامى لهذه التراجيديا المتمثلة فى تنكر الجميع لميت عاد من الأموات ليرى الكذب والزيف فى أشكال عديدة وصوراً متنوعة :
ويكظم غيظاً ثم يسعى يسعى لأمه ................................. وليس حنان الأم فى الناس خافيا
وقد أصبحت شمطاء وتنتظر الردى................................. فما ترتجى فى العيش صفوا مواتيا
له أخوة منها تسلت بقربهم ................................. عن الراحل الثاوى وإن كان غاليا
تعيش على ماجاءها من فتاتهم................................. وإن كان غثا ليس يُشبع طاويا
يناشدها بر الرءوم ولم تكن ................................. لتملك ما يروى النفوس الصواديا
فيشرد فى الدنيا طريداً ولا يرى................................. له موطناً يلقى لديه المواسيا
ويلمس فى الموت الشفاء لحزنه ................................. وما ظن يوما أن فى الموت شافيا
هل الموت مهما قيل فيه سوى سنا ................................. يلوح لجواب طوى الليل ساريا
ولو لم يكن لاستذأب الناس شرة................................. فلست ترى غير الوحوش ضواريا
ألا هل أتى الباكين أن دموعهم................................. تضيع هباء حين يبكون ثاويا
وهكذا أراد البيومى أن ينهى تلك التراجيديا بشئ من الحكمة تمثل فى قوله :
ألا هل أتى الباكين أن دموعهم ................................. تضيع هباء حين يبكون ثاويا
فلو كانت تلك الدموع حقيقة لما تنكروا لصاحب تلك المأساة ، ولما تزوجت زوجه بآخر ، ولما طرده ابنه ولما تنكر له شقيقه ، فياليتنا نصدق مع أنفسنا ومع الآخرين .

» مراحل جسد الميت فى القبر من اول ليلة الى 25 سنة
» كل شئ عن الجنازة - غسل وتكفين الميت وصلاة الجنازة
» ماذا فعل الغرب وماذا فعل العرب
» ماذا تعرف عن الزبادي - اللبن الرائب
» ماذا تعرف عن اغلاق الكمبيوتر Shutdown
» كل شئ عن الجنازة - غسل وتكفين الميت وصلاة الجنازة
» ماذا فعل الغرب وماذا فعل العرب
» ماذا تعرف عن الزبادي - اللبن الرائب
» ماذا تعرف عن اغلاق الكمبيوتر Shutdown
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
» مضاد فيرس مجاني من ميكروسوفت New Antivirus From Microsoft - Free
» كيفية تثبيت Windows XP بعد تثبيت Windows7
» النسخة الاصلية لكتاب الف ليلة وليلة الممنوع ( للكبار فقط )
» http://ahlakalam.to-relax.net/t476-topic
» كتاب نادر - اعترافات جولدامائير واسرار لم تنشر عن حرب اكتوبر
» الكتاب الاسود - قصة تعذيب المسلمين فى عهد حسنى مبارك
» الكتاب النادر اول حوار صحفى مع جنى مسلم
» كتاب نهاية اسرائيل والولايات المتحدة الامريكية
» كتاب ( الحلم اليهودى والوهم الماسونى )
» Internet Download Manager 6.05 Build 2 Final
» مجموعه كتب رائعة - متنوعة
» فن الالقاء الرائع للدكتور طارق سويدان
» شرح بالصور لكيفية صنع نسخة ويندوز خاصة بك واضافه البرامج والتعريفات لها
» تحويل الملفات الى PDF بدون برامج
» Hiren's BootCD 13.1
» نزهة الألباب فيما لا يوجد فى كتاب - من كتب الثقافة الجنسية العربية
» شقائق الاترج فى رقائق الغنج - من كتب الثقافة الجنسية العربية النادرة
» الحرام - مغامرات حقيقية لأميرة سعودية
» عملية ذبح نمر وسلخ جلدة- حصرية ونادرة جداجداجدا