رحلة الموت والحياة
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
رحلة الموت والحياة
(رحلة الموت والحياة )
كأى يوم عادي عائدا من حقله ساعة الغروب ممسكا ومتمسكا بيد ابنته احلام التي تمسك بيدها الأخرى حملها على رأسها .
احلام - ليست بالمرأة الناضجة ولا بالشابة الكبيرة وكذلك ليست بالطفلة الصغيرة أنها مجرد فتاه ريفية اعتادت حياة الريف من مساعدة والدها بالحقل نهارا والعودة ليلا لتحمل عن امها بعض أعباء المنزل .
وكأى يوم عادى مر الاب وأحلامه من على مزلقان السكة الحديد ولكن كحدث غير عادي فقد اغلقت تحويلة قضبان السكة الحديد على قدم ابنته .
الحقني يا بوي
في اية يا بت انتى مالك
السكة سكت على رجلى يا بوي
اية !! بتقولى اية
يا نهار مدوحس يا جدعان
الحقوووووووونااااااااااااااااااااااااا
صرخ الأب ..... صرخ بصوت مدوى عندما سقطت احلامه أمامه ، وحلم امها المنتظرة بالمنزل .
وهرول الأب إلى البلدة يتلمس منها النجاة أو المساعدة ..... لكنه لا يعلم لماذا عند الصعاب يكون أهل البلدة كلهم أموات .....
ظل يبحث هنا وهناك عن عامل السكة الحديد لمساعدتة أو اى شخص آخر يساعده لكنه يعيش وسط قوم يجمعهم الناى وتفرقهم العصا وهو يرغب في قوم توحدهم العصا ولا يهتمون للناى .
....... رق ودق قلب الأب لابنته الجالسة بمفردها وقد حل ظلام الليل ففضل العودة اليها تاركا مهمة ايجاد عامل السكة الحديد للقلة القليلة اللذين وجدهم أحياء من أهل البلدة ......
........ عاد الأب لابنته ليواسيها وجلس أمامها وتحدثا معاً ..... تحدثا كما لم يتحدثا من قبل .... تحدثا دون أن يصدر لهما صوت ..... تحدثا فقط حديث العيون ...
وفجأة .... جحظت عينا الأب من مقلتيهما ......... فقد شاهد ضوءً بعيداً قادماً .
إنه ليس ضوء القمر ....... ولا ضوء الشموع أو الأمل ....... انه ضوء الموت !!!!
فالقطار قادم
وانفطر قلب الأب فى مكانه وبعد وقت مر كأنه عمر طويل آثر الرجل أن يبتعد .... وابتعد عن القضبان وجلس على بعد بضع مترات من ابنته .......
جلس واضعا ركبتاه امام صدره ممسكا اياهم بكلتا يديه واضعا عيني ابنته بقلب عينية ....
...... ابنته ....... هذه الفتاه التي لم يصدر منها صوت في مواجهة الموت .... هذه الفتاه التي علمتها قسوة الحياة كيفية تحمل صعاب الحياة .....فتاه لا تعرف معني اللهو أو اللعب ..... بل تعرف معني العمل والكد والتعب والآن تعلمها الحياة درسها الأخير والفتاه تواجهه بصمت رهيب .
.... جلس الأب غير مصدقا ما يحدث واخذ ببطء شديد يخفض رأسه ليضعها بين يديه وفى دموع عينية صورة ابنته وفى خيالة صورته وهو يلملم أشلاء احلامه بعد أن يدهسها القطار.....وفى أطراف عينية ........ يقترب الضوء ...... ببطء شديد ........
.......................................
.................................
...........................
.....................
..............
.........
.....
..
.
أيوة يا عم الحاج مالك فيه أيه قالب الدنيا عليا ليه هو كان حصل اية ولا كان حصل اية هو الواحد ميعرفش يشدلة حجر شيشة ف البلد دى ولا ميعرفش يشدلة حجر وانتى يا مزغودة انتى كان لازم يعني تحشرى رجليكي في التحويلة ولا كان لازم يعني تحشري رجليكي في التحويلة.
الحقني يا عم بسرعة فكنى والنبي لا القطر يدوسني .
قطر ايه يابت انتى قطر لما يلهفك القطر عدى من بدري واللى بعدة هيعدى بعد الفجر.
طب فكني والنبي يا عم
انتى فكراها سهلة ولا فكراها سهلة ولا يعني فكراها سهلة ... اسمعى انا هبعد القضبان عن بعضها بالعتلة وانتى شدي رجليكي بسرعه ... فهمتى
حاضر يا عم بس بسرعة والنبي
يالة .... واحد ... اتنين ... تلاتة ....
هوووووووووووووب
ونالت الفتاه حريتها ....
فنظرت لوالدها الجالس على بعد بضعه مترات ..... وأطلقت العنان لسيقانها لتسابق الريح .......
هرولت إلى أبيها .....
هرولت وهرولت .........
هرولت كما لم تهرول من قبل ....
هرولت في أطول رحلة يمكن أن يهرول فيها إنسان ......
هي رحلة .....
الموت ..... والحياة
.......... وبقوة الحياة صدمت والدها لتطرحه على ظهره .......
وحضنته حضن ........ وضعت فيه ....... كل حنان الأبناء للآباء ........
وأخذت تلجمه بكل قبلات الحياة
لكن الأب
قد مات
كأى يوم عادي عائدا من حقله ساعة الغروب ممسكا ومتمسكا بيد ابنته احلام التي تمسك بيدها الأخرى حملها على رأسها .
احلام - ليست بالمرأة الناضجة ولا بالشابة الكبيرة وكذلك ليست بالطفلة الصغيرة أنها مجرد فتاه ريفية اعتادت حياة الريف من مساعدة والدها بالحقل نهارا والعودة ليلا لتحمل عن امها بعض أعباء المنزل .
وكأى يوم عادى مر الاب وأحلامه من على مزلقان السكة الحديد ولكن كحدث غير عادي فقد اغلقت تحويلة قضبان السكة الحديد على قدم ابنته .
الحقني يا بوي
في اية يا بت انتى مالك
السكة سكت على رجلى يا بوي
اية !! بتقولى اية
يا نهار مدوحس يا جدعان
الحقوووووووونااااااااااااااااااااااااا
صرخ الأب ..... صرخ بصوت مدوى عندما سقطت احلامه أمامه ، وحلم امها المنتظرة بالمنزل .
وهرول الأب إلى البلدة يتلمس منها النجاة أو المساعدة ..... لكنه لا يعلم لماذا عند الصعاب يكون أهل البلدة كلهم أموات .....
ظل يبحث هنا وهناك عن عامل السكة الحديد لمساعدتة أو اى شخص آخر يساعده لكنه يعيش وسط قوم يجمعهم الناى وتفرقهم العصا وهو يرغب في قوم توحدهم العصا ولا يهتمون للناى .
....... رق ودق قلب الأب لابنته الجالسة بمفردها وقد حل ظلام الليل ففضل العودة اليها تاركا مهمة ايجاد عامل السكة الحديد للقلة القليلة اللذين وجدهم أحياء من أهل البلدة ......
........ عاد الأب لابنته ليواسيها وجلس أمامها وتحدثا معاً ..... تحدثا كما لم يتحدثا من قبل .... تحدثا دون أن يصدر لهما صوت ..... تحدثا فقط حديث العيون ...
وفجأة .... جحظت عينا الأب من مقلتيهما ......... فقد شاهد ضوءً بعيداً قادماً .
إنه ليس ضوء القمر ....... ولا ضوء الشموع أو الأمل ....... انه ضوء الموت !!!!
فالقطار قادم
وانفطر قلب الأب فى مكانه وبعد وقت مر كأنه عمر طويل آثر الرجل أن يبتعد .... وابتعد عن القضبان وجلس على بعد بضع مترات من ابنته .......
جلس واضعا ركبتاه امام صدره ممسكا اياهم بكلتا يديه واضعا عيني ابنته بقلب عينية ....
...... ابنته ....... هذه الفتاه التي لم يصدر منها صوت في مواجهة الموت .... هذه الفتاه التي علمتها قسوة الحياة كيفية تحمل صعاب الحياة .....فتاه لا تعرف معني اللهو أو اللعب ..... بل تعرف معني العمل والكد والتعب والآن تعلمها الحياة درسها الأخير والفتاه تواجهه بصمت رهيب .
.... جلس الأب غير مصدقا ما يحدث واخذ ببطء شديد يخفض رأسه ليضعها بين يديه وفى دموع عينية صورة ابنته وفى خيالة صورته وهو يلملم أشلاء احلامه بعد أن يدهسها القطار.....وفى أطراف عينية ........ يقترب الضوء ...... ببطء شديد ........
.......................................
.................................
...........................
.....................
..............
.........
.....
..
.
أيوة يا عم الحاج مالك فيه أيه قالب الدنيا عليا ليه هو كان حصل اية ولا كان حصل اية هو الواحد ميعرفش يشدلة حجر شيشة ف البلد دى ولا ميعرفش يشدلة حجر وانتى يا مزغودة انتى كان لازم يعني تحشرى رجليكي في التحويلة ولا كان لازم يعني تحشري رجليكي في التحويلة.
الحقني يا عم بسرعة فكنى والنبي لا القطر يدوسني .
قطر ايه يابت انتى قطر لما يلهفك القطر عدى من بدري واللى بعدة هيعدى بعد الفجر.
طب فكني والنبي يا عم
انتى فكراها سهلة ولا فكراها سهلة ولا يعني فكراها سهلة ... اسمعى انا هبعد القضبان عن بعضها بالعتلة وانتى شدي رجليكي بسرعه ... فهمتى
حاضر يا عم بس بسرعة والنبي
يالة .... واحد ... اتنين ... تلاتة ....
هوووووووووووووب
ونالت الفتاه حريتها ....
فنظرت لوالدها الجالس على بعد بضعه مترات ..... وأطلقت العنان لسيقانها لتسابق الريح .......
هرولت إلى أبيها .....
هرولت وهرولت .........
هرولت كما لم تهرول من قبل ....
هرولت في أطول رحلة يمكن أن يهرول فيها إنسان ......
هي رحلة .....
الموت ..... والحياة
.......... وبقوة الحياة صدمت والدها لتطرحه على ظهره .......
وحضنته حضن ........ وضعت فيه ....... كل حنان الأبناء للآباء ........
وأخذت تلجمه بكل قبلات الحياة
لكن الأب
قد مات
رد: رحلة الموت والحياة
جميلة جدا
شكرا لك
شكرا لك
Sara- عضو مهــم
- عدد المساهمات : 355
نقاط : 2693
تقييم العضو : 0
تاريخ التسجيل : 09/06/2010
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
» مضاد فيرس مجاني من ميكروسوفت New Antivirus From Microsoft - Free
» كيفية تثبيت Windows XP بعد تثبيت Windows7
» النسخة الاصلية لكتاب الف ليلة وليلة الممنوع ( للكبار فقط )
» http://ahlakalam.to-relax.net/t476-topic
» كتاب نادر - اعترافات جولدامائير واسرار لم تنشر عن حرب اكتوبر
» الكتاب الاسود - قصة تعذيب المسلمين فى عهد حسنى مبارك
» الكتاب النادر اول حوار صحفى مع جنى مسلم
» كتاب نهاية اسرائيل والولايات المتحدة الامريكية
» كتاب ( الحلم اليهودى والوهم الماسونى )
» Internet Download Manager 6.05 Build 2 Final
» مجموعه كتب رائعة - متنوعة
» فن الالقاء الرائع للدكتور طارق سويدان
» شرح بالصور لكيفية صنع نسخة ويندوز خاصة بك واضافه البرامج والتعريفات لها
» تحويل الملفات الى PDF بدون برامج
» Hiren's BootCD 13.1
» نزهة الألباب فيما لا يوجد فى كتاب - من كتب الثقافة الجنسية العربية
» شقائق الاترج فى رقائق الغنج - من كتب الثقافة الجنسية العربية النادرة
» الحرام - مغامرات حقيقية لأميرة سعودية
» عملية ذبح نمر وسلخ جلدة- حصرية ونادرة جداجداجدا